هكذا كنت أتلاعب بالجاهلين من المسلمين بقلم ميليسا كوكينيس
قصة السعودية التي كادت تتنصر
في احد ايام شتاء 2001 وواحد كنت في المكتبة المسيحية التابعة لنا اخدم مكان الاْخت فريال المتفرغة كليا ( مجانا) للمكتبة حين دخل رجل الى المكتب .. حياني بكلمات عربية بدون ان يكملها لينتقل فورا الى الفرنسية التي يجيدها بلكنة لبنانية ( كانت الكنيسة تعج باللبنانيين الذين يتكلمون نفس اللكنة ) ثم تبعته طفلتان بهيئة فتيات احداهن كانت تبدو اكبر من الاْخرى التي لم يزد عمرها عن سبعة عشر عاما بحسب تقديري , كنت قد مللت من القراءة وانتظار اي شخص ليدخل المكتبة بدون طائل وقلت في نفسي يا رب اني احس بالملل ...اريد ان اخدمك ارجوك ارسل الان من ابشره بكلماتك ويزيح عن صدري اسى الملل القاتل (كانت قد مرت 6 ساعات ولم يدخل احد) .
و ساْترك الكلمات لذاك الرجل لكي يروي القصة هذه لاْني كلما تذكرتها اخجل من نفسي امام الله الذي اتمنى ان يكون قد غفر لي .:
قصة ريما وسارة :
كانت ريما تلح علي منذ ايام ,لم اجد الكتاب في مكتبة الجامعة ولا في الاْنترنت ولا في مكتبة جامعة McGill
ادركني بالحل ,يجب اقدم البحث قبل نهاية الاْسبوع
سمعت ان هناك مكتبة عربية في" سان لوران" سوف احصل على رقم الهاتف و العنوان ثم نذهب سويا"
قلت لها مؤكدا اني ساْذهب برفقتها الى مكتبة الشرق الاْوسط في ضاحية مونتريال الشمالية التي تعج بالمحال العربية.
ريما تلميذة سعودية تربت وعاشت في واشنطن حيث يعمل والدها هناك قبل ان يلقى حتفه في حادث سيارة مع زوجته وابنته الصغرى , ريما اقنعت اعمامها ان تكمل دراستها الجامعية في الخارج شرط ان تعيش مع قريباتها في مونتريال و هكذا كان.
كنت اعرف مجموعة من الطلاب و الطالبات السعوديين الذين يدرسون في "مربط خيل العرب في مونتريال في جامعة كونكورديا التي تضم كلياتها الاف الطلاب العرب من اصل 15000 هم عدد طلابها
وكثيرا ما كنت اساعدهم في بعض الاْمور التي اقدر على تاْديتها لهم من ضمن ذلك كتابة بحث عن الفارابي "المعلم الثاني" و تفسيره لكتاب المدينة الفاضلة للمعلم الاْول الفيلسوف اليوناني ارسطو ، ريما اختارت بحثها عنهما من دون كل الفلاسفة الذين يمكن الحصول على مؤلفاتهم بسهولة في كندا .
حين وصلنا الى العنوان 946 دي كاري لم اقراء الاْعلان الذي يزين باب المكتبة فبمجرد ان شاهدت كتبا بالعربية في الواجهة ظننت اني قد وصلت , فتحت الباب و دخلت و لم استمع لتنبيهات ريما و شقيقتها الى اني في المكان الخطاْ ...
_ مرحبا قلت محييا الفتاة الشقراء التي كانت تجلس خلف حاجز خشبي يفصلها عني و خلفها لوحة فنية مكتوبة بالخط الاْندلسي ( انا طريق الحق والحياة) , كانت تلك المرة الاْولى التي ارى فيها ميليسا كوكينيس.
- "انا اسف ,نحن نبحث عن مكتبة الشرق الاْوسط " قلت بالفرنسية التي يتكلمها معظم سكان مقاطعة كيبيك الكندية و الذين عادة ما يستنكرون محادثتهم بالاْنكليزية التي هي لغة باقي فيدراليات اكبر دولة في العالم مساحة بعد انهيار الاْتحاد السوفياتي , ميليسا الهادئة جدا والتي ما ان وقفت حتي سارعت الفتيات الى سؤالها عن عنوان المكان الذي نقصده بالاْنكليزية التي تتكلمها ايضا
- " انتم لم تخطئوا العنوان!! ,يسوع قاد خطواتكم اليه!! ,الرب يحبكم وهو يريدكم ان تسمعوا لكلامه, المكان الذي تبحثون عنه يبعد خطوات فقط و مع ذلك دخلتم الى المكتبة الأنجيلية العربية في مونتريال , انا ميليسا كوكينيس ( ومدت يمينها مصافحة) اعمل في تدريب تلاميذ كلية التمريض في مستشفى سان جوستين للاْطفال و متطوعة كخادمة للرب في هذه المكتبة المجانية.
كانت البسمة لا تفارق وجهها و الهيبة والاْحتشام و ادب جم يغلفان تلك العشرينية التي قدرت ان عمرها لا يزيد عن اربع وعشرون عاما.
لم تنتظر ردا منا و فورا قامت بتوزيع نبذة بالعربية علينا نحن الثلاثة و بينما كانت تتجه الى الرفوف التي تحتوي ما كانت تبحث عنه قالت بصوت واثق :
- هل تفضلون هديتي لكم بالعربية ام بالاْنكليزية؟
- "شكرا لا داعي فنحن في عجلة من امرنا شكرا لمساعدتك .. الى اللقاء " قالت ريما وهي تخفي ضحكة استهزاء بصعوبة.
- اهلا بكم في اي وقت ردت وهي تقدم لي كتابا مقدسا بالعربية صغير الحجم وهي تقول :
" كلمة الله الحي القادر على شفاء جروحكم"
سارة الفضولية ساْلت وهي تاْخذ نسختها من الكتاب المقدس " هل انت من شهود يهوه ؟؟"
- لا ابدا نحن مسيحيون نعيش بنعمة الرب " ثم ناولت سارة نبذة اخرى بعنوان " اعلان ايمان بيسوع المسيح ابن الله المخلص بقلم مجموعة من خدام الرب..
- "شكرا نحن مسلمون " قالت سارة بتوتر
- الرب يحبك انت شخصيا هو اختارك لخلاصه وليس مهما لاْي دين انتميت فهو يقول :" تعالوا الي ايهاالمتعبون والثقيلي الاْحمال وانا اريحكم" ... ثم اكملت بصوت آسر :
-
هل تضمنين حياة ابدية سعيدة .؟؟
هيا سارة علينا ان نذهب ..صرخت ريما بعصبية ثم التفتت الى ميليسا و قالت معتذرة نحن مسلمون ولا يهمنا الموضوع اتمنى لك حياة ابدية هانئة اما الاْن فعلينا الذهاب
اؤخرك لثوان فقط قالت ميليسا ذلك و سحبت من درج شريط كاسيت و اْعطته لسارة التي بدا واضحا انها تهتم لمعرفة المزيد عن هذه الفتاة الغريبة
" هذا شريط للاْخ اسماعيل انه مسلم قبل الرب و هو الان سفيره الى اخوته في الدين من المسلمين"
تاْخرنا مرة يا سارة يالله انلحغ المكتبة ده حين يغفلو" ريما المتاْففة سحبت اختها و خرجت بها .
يتبع